برغم التأثيرات الاقتصادية الكارثية التي نجمت عن انتشار فيروس «كورونا» واجتياحه للعالم حتى صار وباءً، إلا أن الفيروس على الجانب الآخر كان بمثابة مصدر للثراء السريع الفاحش لبعض البشر، فيما يعد أبلغ تأكيد على مصداقية المقولة الشهيرة «مصائب قوم عند قوم فوائد».
وبحسب تقرير نشرته وكالة «بلومبيرغ» للأنباء، فقد خلقت كارثة «كورونا» فئة جديدة من الأثرياء الذين صاروا مليارديرات في غضون أقل من ثلاثة أشهر، وهي المدة التي انقضت حتى الآن منذ بدء تداول الأنباء عن اكتشاف الفيروس في مدينة «ووهان» بمقاطعة «هوبي» الصينية.
وأفاد التقرير بأن غالبية مليارديرات «كورونا» ظهروا في آسيا، وكان للصين نصيب الأسد منهم، بل أن الشخص الأكثر استفادة وربحاً على الإطلاق من تفشي الفيروس هو الصيني الذي صار مليارديرا الآن، كوي جينهاي، والذي استطاع بعقلية تجارية بارعة وحسن استغلال رائع للفرص والظروف أن يؤسس شركة في «هوبي»، التي هي بؤرة انتشار الفيروس، وأسماها «ألميد ميديكال بروداكتس كو»، وهي متخصصة في انتاج كافة المستلزمات الطبية المصنوعة من الشاش المعقم، كالضمادات، فضلاً عن منتجات طبية أخرى مصنوعة من مواد بخلف الشاش كالأقنعة الواقية من الفيروس.
وذكر التقرير أن الإقبال على منتجات «ألميد» بعد تفشي «كورونا» في «هوبي» رفع سعر سهمها بما يتجاوز الضِعف في غضون الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط، ورفع قيمتها السوقية في غضون نفس الفترة بقيمة 17 مليار دولار في الوقت الذي تجرعت فيه غالبية الشركات الكبرى حول العالم في مختلف المجالات خسائر مريرة في قيمها السوقية وأسعار أسهمها، ولا زالت تفعل.
وبخلاف «ألميد»، استفادت شركات أخرى متخصصة في مجال المنتجات والخدمات الطبية من كارثة «كورونا»، منها شركات صينية أيضا، مثل «جوانز ووند بيوتك كو»، المتخصصة في حلول ومعدات الفحوص الطبية السريعة، والتي ارتفع سعر سهمها بنسبة 40% منذ انتشار الوباء. وهناك أيضا شركات خارج الصين، ومن أبرزها «فير بيوتكنولوجي انك»، التي يقع مقرها الرئيسي في «سان فرانسيسكو» الأمريكية. تتخصص الشركة في الأبحاث المتعلقة بالمضادات الحيوية للفيروسات، وهي الآن منخرطة في أبحاث بشأن «كورونا».
وارتفع سهم الشركة أول من أمس، الخميس، بنسبة 11%، فيما ارتفع منذ مطلع العام بقيمة ثلاثة أضعاف.
وارتفع سهم الشركة أول من أمس، الخميس، بنسبة 11%، فيما ارتفع منذ مطلع العام بقيمة ثلاثة أضعاف.
مع نحيات:
نعايم المناصير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق