من أكثر ما يجلب الراحة للإنسان ولنفسه القناعة، فالقناعة هي من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الناس جميعاً لأنها تبعد عنهم المشاكل، فالقناعة تعني الرضا بالمتوفر، حتى ولو كان قليلاً، مع العمل على زيادة وتكثير هذا القليل إن أمكن، أما إن كان هذا القليل محتقراً من قبل الإنسان، فإن ذلك سوف يسبب له التعب والإرهاق، إذ أن هذا من شأنه أن يعمل على تحويل اهتمام الإنسان من غاية عظمى إلى أشياء وأمور أخرى تعتبر أقل أهمية ويجب أن لا يلتفت إليها، فيتعب هو ويتعب من حوله.
ومن هنا كان لزاماً على كل إنسان أن يعمل جاهداً وبكل ما أوتي من قوة حتى يتحلى بالقناعة، لأنها تريح الإنسان بشكل كبير من تعب هو بغنى عنه، وكي يتحلى الإنسان بهذه الصفة يتوجب عليه أن يرتب أولوياته و أن يقتنع تمام الاقتناع بأن ما لديه يكفيه وأن يبتعد تماماً عن النظر إلى ما في أيدي الآخرين، إذ إن هذا الفعل سيؤدي حتماً إلى أن يكره ما بين يديه، و عليه أيضاً أن يعمل أيضاً على الاستفادة مما يملكه لأقصى درجة وأن يعي أن السعادة لن تكون مع الجديد، مع أن الإنسان يحب الجديد بطبيعته، إلا أنّ ذلك يكون حينما يصبح قادراً فقط على الإنسان بالجديد. وعليه أن يعي عواقب أن ينفق كل ما لديه الأشياء التي لا يحتاجها. والقناعة لا تأتي من الخارج إذ يجب أن يعي الإنسان إنها تكون من نابعة من داخله، فإن لم يكن قنوعاً من ذاته فلن يستطيع أي إنسان أن يجعله قنوعاً.
والقناعة لا تعني إطلاقاً أن ينام الإنسان و يخمل وتفتر همته وتضعف عزيمته، فالقناعة لا تتعارض مع العمل والإنتاج بل تتكامل معها، حيث أنها يجب أن تأتي عندما يدرك الإنسان انه بذل أقصى ما وسعه من أجل مسألة ما، مع استمرار محاولته فيها حتى بعد فشله، و هناك أشياء لا يكون فيها قناعة كالقدرات الذاتية و العلم المكتسب و المعرفة والخبرات فهذه الأمور هي أمور يجب أن تظل بازياد متصل، فلا قناعة عندما يكون الإنسان غير قادر على فك الخط مثلاً ولا قناعة أيضاً في فعل الخير، كل هذه الأمور لا يجب أن يتوقف الإنسان عن أدائها و لا يجب أيضاً أن يرضى بالقليل فيها، بل يجب أن يستثمر وقته كله حتى يستطيع إنجاز أكبر قدر منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق