صور: وقصص عائلات تتعذب بسبب حرمان أبناؤها
وبناتها من جنسية والدتهم الأردنية
كلمات تكتب بالذهب*الشعب بدون أرضه: جالية، والهوية بلا وطن: مستودع ذكريات حزينة.- الحسين بن طلال*
رحمكه الله وطيب ثراة
|
أبناء وبنات الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين يحلمون بالحصول على حقّهم الدستوري بجنسية والدتهم الأردنية.
كثير منهم لم يعرف في حياته بلداً غير الأردن، وتواجههم فيه صعوبات كثيرة لعدم امتلاكهم الجنسية،
فبعضهم لا يملك أي أوراق ثبوتية باستثناء شهادة الميلاد، وبعضهم يعمل بشكل غير قانوني لأنهم بحاجة إلى تصريح عمل
باعتبارهم أجانب، وبعضهم يواجه صعوبات في التعليم والعلاج.
دانة جبريل وحسام دعنة يوثّقان جانباً من قصص عائلات الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين.
منهم من ينتظر الاستفادة من الامتيازات التي أقرّتها الحكومة في كانون أول ٢٠١٤، ومنهم من لا يستطيع الاستفادة منها أساساً
لعدم اكتمال متطلبات «الشهادة التعريفية» مثل جوازات سفر من بلد الأب أو البطاقة الأمنية أو غيرها.
ايوب خلف ووالدته بدرية الحسامية |
«أنا أكذب في كثير من الأحيان وأقول للناس بأني أملك الجنسية الأردنية كي لا ينظروا لي نظرة سيئة».
طيلة ثمانية وعشرين عاماً، لم يملك أيّوب الخلف، المولود لأم أردنية وأب سوري، أي وثيقة ثبوتية باستثناء شهادة ميلاده.
تزوّج والداه عام ١٩٨٥ في عمّان، وعندما كان أيّوب في الثانية من العمر، هجر أبوه أمّه، بدرية الحسامية، فحصلت على
الطلاق الغيابي في منتصف التسعينات ولم تعرف عنه شيئاً منذ أن غادر إلى اليوم.
عملت بدرية شرطية في جهاز الأمن العام لمدّة ثمانية عشر عاماً وتقاعدت بعد أن وصلت رتبة وكيل أول. استطاعت أن
تدرّس ابنها في مدرسة خاصة حتى الصف العاشر لعدم قبوله في المدارس الحكومية، إلا أن «الواسطة» مكّنته من إكمال
تعليمه الثانوي في مدرسة حكومية، بحسب قوله. أكمل أيّوب تعليمه الثانوي إلا انه رسب في مادة واحدة في التوجيهي،
وعندما تقدّم لإعادة الامتحان تنبهوا لعدم قانونية وضعه، فمنعوه من إعادة المادّة.
أخذ أيوب دورات مختلفة في التسويق واللغة الإنجليزية مكّنته من العمل في نوادي رياضية، لكنه كان يفقد عمله في كل مرّة يكتشف أصحاب العمل أنه لا يملك جنسية أردنية.
توّجه أيوب ووالدته إلى الجهات المعنية «حوالي ١٥ مرة» كي يحصل على أي ورقة ثبوتية، فذهبا إلى وزارة الداخلية
عدة مرات للمطالبه بالجنسية الأردنية له دون فائده، قبل أن يُحوّل للخارجية التي حوّلتهم للسفارة السورية، وبالرغم من
عدم قناعته باللجوء للسفارة السورية كونه ولد وعاش في الأردن الا أنه حتى السفارة السورية لم توافق على منحه أي
ورقة ثبوتية لعدم وجود موافقة الأب.
الأجهزة الأمنية أوقفت أيوب عدة مرات في ساعات المساء لعدم وجود ما يثبت شخصيته، وكانت والدته تضطر للذهاب
للمركز الأمني لتخرجه.
حصل أيوب على الشهادة التعريفية في ٨ آذار، فيما يصفه بـ«الصدفة» كونه لا يملك أي ورقة تثبت جنسيته من والده،
«إلا أني شرحت قصتي للضابط في مخفر الهاشمي وهو أعطاني البطاقة الأمنية التي على أساسها استكملت شروط
الشهادة التعريفية»، يقول أيوب، الذي توجه في اليوم التالي لحصوله على الشهادة إلى دائرة الترخيص للتقدّم لرخصة قيادة
لكن دون فائدة، «قالوا لي لم تصلنا تعليمات للتعامل مع الشهادات التعريفية لغاية الآن».
أيوب مسؤول الآن عن والدته وشقيقته من والدته وأطفالها الذين يعيشون معاً في نفس المنزل في منطقة الهاشمي الشمالي،
يعمل بأعمال صغيرة متفرقة للإنفاق عليهم ويحلم بأن يعمل «في شركة جيدة محترمة، وأن أحصل على الجنسية لأني
من دونها أشعر بأني منبوذ، هناك تمييز ضدي، وصراحة أنا أكذب في كثير من الأحيان وأقول للناس بأني أملك الجنسية
الأردنية كي لا ينظروا لي نظرة سيئة».
رنا مثنّى مع شقيقها ابراهيم وزوجته فاتن وطفلتهما رنا. |
«روحي تزوجي أردني أحسنلك، هيك حكالي القاضي».
إبراهيم مثنّى واحد من خمس إخوة وثلاث أخوات ولدوا في الأردن لأم أردنية وأب يمني تزوجا عام ١٩٦٩،
وتوفيّا قبل سنوات عديدة.
أخوه الأكبر نضال حصل على الجنسية الأردنية عام ١٩٩٦ بعد أن قدّم استدعاءً لوزارة الداخلية، لكن بقية
الإخوة والأخوات قوبلوا بالرفض، بحسب إبراهيم.
في الصورة يظهر إبراهيم، 36 عاما، وزوجته الأردنية فاتن، وشقيقته رنا، وابنته الوحيدة، التي تحمل اسم رنا أيضاً،
ذات الشهور الثلاثة والتي لا تحمل هي الأخرى الجنسية الأردنية كون والدها غير أردني.
إبراهيم ولد وعاش في الأردن ولم يغادرها لغاية الآن، إلا أنه واجه صعوبات عدّة في إكمال دراسته لأنه لا يملك الجنسية،
وهو ما أدّى أيضاً إلى تأخر زواجه، وتقول زوجته فاتن أن قاضي المحكمة الشرعية قال لها أثناء عقد القران:
«روحي تزوجي أردني أحسنلك».
يعمل إبراهيم الآن في مشغلٍ للذهب، ويقول أن صاحب العمل يرفض استخراج تصريح عمل له.
إبراهيم حصل على الشهادة التعريفية أخيراً، بعد أن طلب منه موظفو الأحوال المدنية أوراقاً كثيرة
مثل استخراج شهادة زواج لوالديه المتوفّين، الأمر الذي استغرق أربعة ايام، أو استخراج ورقة تثبت عدم مغادرة الأم –
المتوفية منذ سنوات – للأردن في الأشهر الستة الأخيرة، الطلب الذي أثار استغراب موظفي الإقامة والحدود، بحسب إبراهيم،
وكتبوا على المعاملة «لا يوجد للمتوفاة حركات مغادرة وقدوم خلال المدّة المقررة».
أما ابنته الرضيعة رنا لم تحصل على امتيازات أبناء الأردنيات لغاية الآن وذلك لاشتراط امتلاكها للبطاقة الأمنية المقرونة
بشهادة إيجار للمنزل، فيما يرفض صاحب المنزل منحهم تلك الورقة خوفاً من ملاحقات أمانة عمان له لتأخره عن دفع
الضرائب المتراكمة.
لم تحاول رنا، شقيقة إبراهيم، الحصول على الشهادة التعريفية لغاية الآن، «بدنا نتأكد إنه إلها فايدة، ندفع كل هذا ونتبهدل
بدون فايدة ليش؟»
شروق حجير وابنتها سيدرا وابنها قصي.
إعفاء «بالواسطة»
عندما تزوجت شروق حجير، ٢٧ عاماً، من رائد عبد الحافظ، لم تكن تتخيل الصعوبات التي ستواجها لكون
زوجها فلسطيني يحمل جواز سفر مؤقت ولأن أبناءها لن يحملوا الجنسية الأردنية مثلها.
زواجها كان تقليدياً، وسألها القاضي يوم عقد القران إذا كانت متأكدة من قرارها بالزواج من شخص لا يحمل
رقم وطني وقال لها «يعني زيّه زي الغزازوة»، بحسب شروق.
أنجبت شروق طفلين، سيدرا (٤ سنوات)، وقصي (٣ سنوات) وتم تشخيص ابنتها سيدرا بتشوّه في القلب يتطلّب
عملية عاجلة، لتصطدم شروق بحاجز عدم امتلاك أطفالها للجنسية الأردنية.
توجهت شروق للديوان الملكي للحصول على إعفاء لابنتها لإجراء العملية الجراحية، فكانت الإجابة بأن إعفاءات
الديوان مخصصة للأردنيين فقط لا الفلسطينين، فتوجهت إلى السفارة الفلسطينية بحسب ما قيل لها، لكن دون جدوى.
حصلت شروق على إعفاء عن طريق رئاسة الوزراء «بالواسطة» لعلاج ابنتها في المدينة الطبية لمدة عام واحد غير
قابلة للتجديد، فتمكنت من إجراء العملية لابنتهاء مؤخراً، قبل أن تستخرج لها ولشقيقها قصي الشهادات التعريفية.
كل هذه القصص حقيقية تعيش واقع مرير نسأل الله ان يوفق سيد البلاد الملك عبد الله بن الحسين ادامه الله ورعاه
باعادة النظر في موضوع ابناء الاردنيات لان المرأة الاردنية ابنتكم وابنت هذا التراب الطيب
**************************
مع تحيات
نعايم المناصير
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق